GuidePedia

0

بغداد/ تقرير / حيدر انذار  – نبيل الجبوري
تصوير /محمد البولاني
سوق ليس ككل الاسواق ,مختلف بكل تفاصيله من حيث المحتوى والاسم وطريقة عمله سوق الغزل والمنتوجات الصوفية سابقا لكنه اليوم كرنفالا كبيرا لعرض الطيور والحيوانات المختلفة الاليفة والمتوحشة منها والنادرة, يرتاده الرواد والهواة من مربي الحيوانات للتبضع منه او الاطلاع على ما يعرضه الباعة محطمين حواجز الخوف التي تولدت من تعرض السوق لعدة هجمات ارهابية معلنين بذلك استمرارية مهرجان سوق الغزل الذي ينتعش يوم الجمعة من كل اسبوع عكس بقية المهن التي تمارس طيلة ايام الاسبوع وتعطل الجمعة.
كيف تحولت بيوتات صغيرة الى سوق تاريخي
الحاج علي محمد (صاحب اقدم مقهى شعبي) و اول من تواجد في السوق يروي لنا حكاية سوق الغزل حيث البداية عام (1964)بعد تخرجه من الكلية وفي فترة لم يكن هنالك شيء اسمه سوق بل كان بيوتا صغيرة تم تهديمها وتحويلها الى محلات صغيرة،
وتابع ” قمت بإيصال الماء والكهرباء الى هذا السوق آنذاك بعد ذلك تم بناء محلات اخرى“, مشيرا الى ان "اول من قام ببيع الاسماك في سوق الغزل شخص “محسن ” ابتدأ ببسطة صغيرة” جنبر” لبيع اسماك الزينة آنذاك وكانت هذه المهنه سببا في شهرته وثرائه حيث يعد الان من الأغنياء ومالكي العقارات التجارية المهمة في السوق".

علاقة الغزل والصوف بالطيور
وعن تسمية سوق الغزل بهذه التسمية اوضح قائلا : يوجد فرع صغير في الجهة الاخرى يسمى الدهانة نسبة لبائعي الدهن الحر وتحول الى سوق جملة بعد انقلاب( 1968 )بزعامة الراحل احمد حسن البكر”
واضاف بعد عام    (1992)انتشرت مهنة بيع طيور الكناري التي اول من مارسها شخص يدعى “حسن ابو علي” وهو كردي وتنوعت لتشمل بقية انواع الطيور والحيوانات المختلفة.

تربية الطيور وتكاثرها أصبحت بديلا عن الاستيراد

من جهة اخرى قال بائع الطيور فاضل حسين  اننا “كنا في السابق نعتمد على ما يصلنا من الطيور المستوردة اما اليوم فكثير من اصحاب المحال والهواة يقومون بعملية تربية و رعاية تكاثر هذه الطيور فكانت خير بديل عن المستورد لنجاح هذه التجربة التي أصبحت تجربة اقتصادية ناجحة ومثمرة بالنسبة الى الباعة والمربين على حد سواء“
موضحا  : “ان الغالبية يفضلون اقتناء طائر الكناري الذكر لوجود ميزة التغريد الشجي الذي يجذب السامع مما يساهم في زيادة الطلب على هذا النوع بالخصوص ،اضافة الى الانواع الاخرى مثل الببغاء “الكاسكو الافريقي” الذي يمتاز أيضا بالعمر الطويل الذي يصل حتى 100 عام وبقية انواع طيور الزينة .

الوضع الامني في سوق الغزل

من جانب اخر اشار احد اصحاب المحلات ابو ثامر (57 عام) :الى الاوضاع الامنية التي اثرت سلبا على عمل السوق وأضافت عليه الارباك حيث ان الشوارع المحيطة بالسوق شبه مقطعة والكتل الكونكريتية أصبحت عائقا امام ازدهاره اضافة الى الاهمال الذي أصاب المكان خصوصا وأن اكثر رواد السوق يزورونه يوم الجمعة لان الكثير من الناس يعرضون ما لديهم في هذا اليوم فتكون هناك كثافة في العرض وتواجد الناس في هذا اليوم لأنه عطلة رسمية لكن غلق السوق بعض الاحيان في يوم الجمعة من قبل القوات الامنية يؤثر على عملنا سلبا ويتسبب لنا في خسائر مادية،
مطالبا في الوقت ذاته بتأمين الحماية للسوق وتسهيل توافد الناس إليه بدلا من غلقه بصورة قسرية بحجة وجود تهديدات أمنية 
معوقات في مواجهة الرواد
ومن جانب اخر أضاف اسامة المندلاوي من رواد سوق الغزل “أجد بعض المعوقات التي تعيق التواصل مع هذا السوق رغم اهتمامي بترية طيور الزينة والاسماك
لايمكنني ان احضر الى هنا كل جمعة بسبب قلة الخدمات المقدمة لهذا السوق التراثي والزحامات التي تعرقل الحركة والوصول بسهولة.
ولفت الى الاجراءات التعسفية التي تقوم بها قوات الامن بعد الساعة الثانية عشر حيث تخرج جميع من في السوق بالقوة والهراوات باسلوب غير حضاري وتجبر اصحاب المحال والجنابر المتواجدين داخل السوق الى غلقها بالقوة،

“ داعيا الى الاهتمام الجدي بهذا المكان التاريخي والمعلم المميز في بغداد التي تعاني برمتها من الاهمال فضلا عن غياب العناية بهكذا اماكن لها نكهة تاريخية بالإضافة الى روحتيها الشعبية”  .

إرسال تعليق

 
Top